قصتي، عبد الله أمين

قصتي، عبد الله أمين

من المغرب لأرض العثمانيين…

أنا عبد الله أمين، رائد اعمال ومستثمر مغربي مقيم بتركيا مند سنة 2015، ولدت بجنوب المغرب سنة 1992 وترعرعت وتعلمت في شمال المغرب بمدينة طنجة لحين تخرجي من “جامعة عبد المالك السعدي” في تخصص “الاقتصاد والتسيير” وفي مجال المحاسبة المالية من مؤسسة خاصة،،، ومن ثم بدأ كل شيء.

عملت بعد تخرجي في أكبر مؤسسة مالية للقروض في المغرب لمدة سنة واستقلت من الوظيفة لأتمم تعليمي في مجال التسويق والمبيعات ولكن هذه المرة خارج ابواب الجامعات، وحصلت على أكثر من 50 دورة في مجال التسويق الالكتروني، المبيعات، تحليل البيانات وغيرها من التخصصات المتعلقة بالمال والأعمال وبدات رحلتي الريادية.

عملت كمستقل في العديد من المشاريع واكتسبت خبرة كبيرة في مجال التسويق وإدارة الحملات الاعلانية ومجال المبيعات وقدت جهود التسويق للعديد من الشركات نحول تجاوز ارقام مبيعات من الستة ارقام شهريا وقدت حملات اعلانية بمئات الاف الدولارات يوميا وتعلمت الكثير حول اسرار تسريع النمو للشركات. 

أسست أول منصة حجوزات للرحلات في المغرب (رحلة.كو.ما) وأطلقت أول موقع عربي متخصص في حجز الرحلات لتركيا (اسطنبولكم.كوم) بالاضافة لمشاريع ريادية عديدة بائت كلها بالفشل في أشهرها الاولى وخضت أول تجربة فشل عاطفي مرة لأتخد بعدها القرار الأكثر خطورة في حياتي (حسب محيطي) واحجز تذكرة ذهاب دون عودة لأرض العثمانيين.

شاب مغربي يتوج بجائزة أحسن مشروع في اسطنبول.

بعد وصولي لاسطنبول، تم ترشيح مشروع منصة رحلة،كوم للمشاركة في أحد المسابقات الاقليمية لحاملي المشاريع تحت اسم ستارتاب ويكاند والتي يشرف عليها أحد أكبر الصناديق الاستثمارية في العالم وقد مررنا بتجربة استثنائية على مدى ايام وفزنا بالمرتبة الأولى بين أكثر من 25 حامل مشروع من معظم دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا لننتقل للعمل على مشروعنا ضمن حاضنة اعمال تركية والتي كان من المفروض ان تساعدنا على الحصول على التمويل اللازم لتطوير واطلاق المشروع على الصعيد الدولي.

عملنا لأشهر على تطوير المشروع للانتقال لمراحل متقدمة في عملية التمويل، ولكن مدخراتنا نفذت قبل أن نحصل على قرش واحد كتمويل للمشروع، لينسحب كل الفريق وأجد نفسي أمام حقيقة اسطنبول المرة: لا أحد هنا من أجلك، انت فقط .

تركت كل شيء ورائي، ضننت انني خسرت ما املك، فالمشروع الذي عملت من اجله لسنوات لم يعد مجديا، ولكنني كنت مخطئا فلم اكن املك مشروعا، فانا هو المشروع المربح، فقد درست وتعلمت لسنوات في مجال التسويق والمبيعات وهذا هو المشروع الحقيقي الذي املكه، العلم والرغبة في تحقيق الثروة مع بضع المئات من الليرات المتبقية لدي.

اسطنبول المباركة، مدينة الرزق الوفير

“فرص النجاح لدى الاجانب في اسطنبول أكبر بكثير من فرص نجاح ابناء البلد، وهذه ما يجعل من اسطنبول مميزة”

لن ابالغ ان قلت انني تجولت اسطنبول كلها مشيا، فقد قضيت أول سنة لي في اسطنبول في استكشاف هذه المدينة التي اطلق عليها “المدينة المباركة”، فهذه المدينة حملت ارزاق اكثر من ٥ ملايين مهاجر عربي، وقد بدأت اتيقن من ذلك بعدما انتهت مدخراتي و”صفيت ع الحديدة” كما يقول اخواننا السوريين.

وجدت نفسي ابحث عن وظيفة، فلم يعد لدي حتى مبلع دفع الاجار نهاية الشهر، ورغم انني كنت امقت الوظيفة الا ان لا خيار لدي، فقد وضعت ما اطلق عليه “مخطط الإنقاذ” لانتشل نفسي من الفقر الذي كنت اعيشه سنة 2015، وبدات العمل في شركة عقارية كمدير تسويق الكتروني براتب هزيل جدا لا يكفي حتى لدفع اجار الشقة الخشبية المطلة على خليج البوسفور بمنطقة “بلاط”، ولاكن هذه الوظيفة كانت ضمن مخطط اكتشاف الاسواق التركية التي رغبت اكتشافها.

بعد 7 أشهر من عملي كمدير تسويق الكتروني، اطلقت اول شركة لي في تركيا، وهي شركة Growth Station للتسويق الالكتروني والتي كنت اقدم فيها خدمات ادارة الاعلانات، وكتابة المحتوى وغيرها من خدمات التسويق والمبيعات، وقد كانت مغامرة كبيرة، فقد استقلت من وظيفتي بعد اسبوع من زواجي لاركز في تطوير شركتي، ولكن الامر كان يستحق التجربة حيث انني حصلت على أكثر من 5 زبائن جدد في الشهر الاول، ووصل عدد الشركات التي كنت ادير قسمها التسويقي ل 17 شركة عقارية، سياحية وطبية.

لقد ساعدت هذه الشركات على تخطي أكبر مشاكلها، وهي “المبيعات القليلة” ودفعت عجلة النمو لديهم باستعمال احدث ما تعلمته في التسويق وكان آنذاك هو فلسفة growth hacking او مايطلق عليه قرصنة النمو، وكنت أول شخص يدخل هذه الفلسفة للشركات العربية وقد تعملت ايضا من هذه الشركات الكثير حول قطاع العقارات في تركيا، السياحة الطبية والطلابية وذلك لانني كنت المسؤول عن المحتوى التسويقي لهذه الشركات.

ان لم يكن لديك خطة، ستكون جزء من خطة الآخرين

كنت أساعد الكثير من الشركات من تحقيق أهدافها التسويقية، وخصوصا في مجال السياحة الطبية، فقد ساعدت الكثير من الشركات في كسر حواجزهم التسويقية وتحقيق مبيعات بملايين الدولارات في وقت وجيز، وقد كنت دائما ابحث عن افضل الاستراتيجيات للاستفادة من الميزانيات القليلة في التسويق و ابتكار طرق ابداعية للاعلان، ولانني كنت اقرأ الكثيير من كتب التسويق والمبيعات بعدة لغات (الفرنسية، الانجليزية، العربية) فقد كنت اجرب العديد من الاستراتجيات للحصول على افضل النتائج. ولكن تحطيم الارقام لهذه الشركات لم يعد مشوقا بالنسبة لي.

فكرت كثيرا قبل تجميد شركتي الخاصة بالتسويق، ولكنني كنت متأكدا أن تلك المرحلة قد ولت وأحتاج لدخول مرحلة جديدة، مرحلة تأسيس شركاتي الخاصة في مجال المبيعات، والاستفادة من الصورة التسويقية لتركيا في السياحة الطبية، العقارات، الصناعة وغيرها من ما يميز تركيا تجاريا واقتصاديا، وقررت رفقة زوجتي وشريكي أحمد من اطلاق اول شركة سياحة طبية لنا، وبعدها باشهر اطلقنا علامة تجارية رياضية والعديد من الشركات الاخرى التي اصبحت الآن تحمل عشرات الموظفين وتحقق مبيعات تتجاوز الستة ارقام شهريا.

Alert: You are not allowed to copy content or view source !!